17 - 07 - 2024

مدينتي الفاضلة | المجلس القومي للمرأة تحت الوصاية!

مدينتي الفاضلة | المجلس القومي للمرأة تحت الوصاية!

أفزعني اليوم خبر وصورة أرسلها المجلس القومي للمرأة للنشر في الصحف.. صورة معسكر القائدات الدينيات!! ونص الخبر :- " نخبة منتقاة من واعظات الأزهر ومكرسات الكنيسة، للتوعية بقضايا الصحة النفسية، ومخاطر العنف.. يأتي ذلك في إطار التعاون المشترك بين مجلس المرأة، والمؤسسات الدينية لبناء وعي المجتمع."!!!

رأيتها تحديثا لصورة الشيخ والقس في ثورة 1919، والتي أفسدتها السياسة والمؤامرات!! صورة باتت شعارا " الهلال مع الصليب"، ترديده لا ينفي محتواه فقط بل ويُنذٍر!! قرأت في الصورة ما أفزعني، لمحت توهانا عن المسار الاجبارى الآمن للدولة المدنية!!  

كيف انزلق المجلس القومي للمرأة إلى القفص الحريرى ممنوع اللمس!! من دفعكن إلى العودة إلى الطريق البطئ، وقد انتهت السعودية والامارات من توسعة الطريق السريع!! كيف غامت رؤية الواقع وخريطة المستقبل!! لا الترهيب الدينى ولا براعة الوعظ هما طريق الوصول للصحة النفسية ومجابهة العنف.. كيف غاب عن المجلس تحديث أدواته!! كيف يتسلح بدروع مكشوفة!!

كيف لم يهب المجلس القومي للمرأة لنجدة الطفل شنودة، وقد أضحى لقيطا في رعاية زوجين كانا أبوين، وتحت الرقابة، مع تحديد اقامتهم!! كيف لم يهب المجلس للمطالبة بتحرير وصاية الأيتام من سلطة غير الأم، وقد سنحت الفرصة صادقة، ومؤًيده شعبيا، بعد عرض مسلسل تحت الوصاية!! كيف اكتفي المجلس القومى بالقشور البراقة لرعاية المختلفين، وذوى القدرات الخاصة.. فماذا قدموا لحل مشكلة تأمين مستقبل وميراث هؤلاء العاجزين عن فتح حسابات باسمهم!!

التعليم هو أساس الاصلاح.. واجب المجلس القومي للمرأة مناهضة ترخيص الدروس الخصوصية.. ومناهضة تقسيم المصريين تعليميا إلى ثلاث فئات، ممتاز وجيد وفاشل.. بمعنى دولي، وخاص وحكومي.. هذا التمييز المنبوذ الطارد للانتماء والمبادئ، عامي الضمائر مشوه لميراثنا الحضاري!!

المجلس القومي للمرأة، هو صوتها ومحاميها وحاميها.. هو النائب العام عن الأم، وبالتالي الأسرة.

هل يستطيع الوعظ الدينى المُوجه مجابهة آثار ازدواجية الفكر والسلوك!! هل يعيد اتزان ميزان العدل!! هل يسن سيف القانون!! هل هذا هو سلاح المجلس القومي لمساعدة المرأة في تقويم أولادها!! جرائم التلامذة والشباب تعدت التحرش والتنمر، لأسباب "مرصودة" فقط !!

مثلا.. وزارة الاسكان تتربح من بناء وبيع وتأجير أملاك الدولة، وتتغابي عن تحرير ايجارات ملايين أملاك خاصة، داعمة للظلم بنيانا نفسيا للشباب!! ومثلا، التشويه البصري بمحلات استهلاكية رأسمالية يمتد فيضانا يلتهم الذوق والبصيرة  وتراث أحياؤنا الجميلة!! هل يٌصلحه الوعظ!!

  كل أم تعاني ظلما مجتمعيا لن تقدم للمجتمع إلا ضحايا.. ضحايا أسوأ أمراضهم النفسية هو العنف وعدم الانتماء.. لن ننجو بالوعظ، لكن بنشر روح كل الأديان.. الحق والرحمة والعدل.. بسيادة القانون، بتطهير التعليم، بالفنون والثقافة و"القدوة".. وليس أبدا بالوعظ والترهيب بوصايا الله.  
---------------------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | مين قطع النور عن مين؟!